(الديكابولس) أهم اكتشاف اثري في الأردن

أ.د. أحمد ملاعبة / داخل النفق

ماجد الخضري – زار 18 عالما من علماء الاثار والبيئة يمثلون 8 دول اروربية ،على نفق الديكابولس « وهو أطول نفق في العالم تم اكتشافه مؤخرا شمال الاردن ويبلغ طوله (140 كم) وكان يستخدم لنقل المياه ما بين مدن اردنية وسورية في العهد الروماني.

ويعتبر النفق من العجائب الطبيعية وهو اهم اكتشاف في هذا المجال في القرن الحالي كما يقول الدكتور احمد الملاعبة استاذ الاثار والبيئة في الجامعة الهاشمية ورئيس المؤتمر العالمي لمكتشفي الانفاق والكهوف.

ويقول الملاعبة ان الجامعة أجرت ابحاثا ورسائل ماجستير حول النفق، موضحا أن ذلك سينعكس على الترويج السياحي والعلمي لهذا النفق،نظرا لاهميته الاثرية كالبتراء وبما يساهم في رفد السياحة في شمال المملكة.

ويوضح ان العمل جار على اعداد دراسة لتوثيق كافة تفاصيل النفق علميا لاعادة تأهيله والبدء بتسويقه لوضعه على خارطة الاردن للسياحة البيئية, والاستفادة من كميات المياه الضخمة التي تتجمع داخله و من المنتظر قريبا ادراج النفق ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث الحضاري الانساني.

وقام الوفد باستطلاع النفق وفحص بعض العينات لإجراء مزيد من الدارسات والأبحاث عن طبيعة البيئة في تلك المنطقة.

وعن القيمة التاريخية للنفق، يقول د. ملاعبه، ان الرومان بدأوا بانشاء النفق في القرن الثاني الميلادي حينما امر الامبراطور الروماني هادريان عام 130م بانشائه واستمر العمل به اكثر من ثمانين عاما غير متواصلة, واستخدم البناؤون في بنائه طرقا هندسية بديعة خاصة تلك المتعلقة بتحديد مستوى ميلان ارضية النفق داخل الارض على طول امتداده حتى تبقى المياه متدفقة بشكل انسيابي داخله.

ويوضح الملاعبة، ان الهدف من انشائه هو ربط مدن ال ديكابولس التي تقع في محيط حوض نهر اليرموك – أبيلا وأربيلا وجدارا – بقناة مائية لتوفير المياه اللازمة لهذه المدن, ما يجعل اطلاق اسم نفق اليرموك – ديكابوليس عليه موائما للسياق التاريخي.

ويضيف الملاعبة ،ان الاعلان عن هذا الاكتشاف لاول مرة كان في الدورة السادسة لمؤتمر دور العلوم والتكنولوجيا في الآثار الذي نظمته الجامعة الهاشمية – معهد الملكة رانيا – بالتعاورن مع جهات محلية وعالمية وعقد في العاصمة الايطالية روما قبل ثلاثة سنوات .

ويقول انه وفريق البحث الذي يرأسه تمكنوا بعد الاعلان في روما من اكتشاف اجزاء جديدة مهمة من النفق اسهمت في اثراء الاطار العلمي النظري لهذا الاكتشاف.

ويشير د. ملاعبه انه استند في اعتبار نفق اليرموك – ديكا بوليس اكبر نفق اثري الى مرجعيات عالمية، اضافة الى خبرته هو خاصة انه ساهم في المانيا في سنوات سابقة مع فريق بحث من جامعة دار مشتات في دراسة نفق دار مشتات وهو نفق طويل ولكنه لا يصل الى مئة كيلو متر, وكذلك حال نفق باريس الاثري.

ويقول ملاعبه ان اكتشاف النفق لم يكن صدفة, فالسكان كانوا يعرفون عن وجود انفاق في المنطقة, ولكنهم يجهلون ان هذه الانفاق متصلة, وهي عبارة عن نفق طويل.

ويقسم الدكتور الملاعبه النفق الى ست مراحل تبدأ في سورية من منطقة دعل ويصل الى درعا وفي المرحلة الثانية من درعا الى الطرة اما المرحلة الثالثة فتبدأ من الطرة الى وادي الشلالة و عين راحوب, في المغير والرابعة من عين راحوب الى ينابيع القويلبه التي تقع بالقرب من آثار مدينة ال ديكابوليس ابيلا المشهورة والمرحلة الخامسة من القويلبه الى ينابيع عين التراب في الوادي الذي يفصل بين بلدات سمر و كفر سوم وابدر, ومن ثم باتجاه اودية ابدر, حيث تبدأ المرحلة الاخيرة التي تنتهي ب ام قيس ويتراوح طول كل مرحلة من مراحل النفق مابين 15 الى 30 كيلو مترا.

ويوضح ان العمال كانوا ينشئون مدخلا على امتداد كل كيلو متر الى النفق, لاتاحة المجال امام البنائين من تحديد مستوى الميلان, وفي كل مترين كوة في الجدار لوضع قناديل الزيت لانارة النفق, واستخدموا ادوات يدوية مثل الشواكيش والمطارق والازاميل باشكالها المختلفة, وقد ظهرت اثارها على جدران النفق.

ويضيف، إكتشفنا كتابات على جدران النفق باللغتين الرومانية والعربية, كما لاحظ الفريق انه تم تبطين جدرانه بطبقات قصارة لمنع تسرب المياه من الشقوق والكسور,وان 80% من اجزاء النفق تهدمت بفعل التقادم والزلازل, ما ادى لأغلاق عدد كبير من مداخل النفق بالركام.

المصدر : جريدة الرأي