نشأة الجمعيات الجغرافية

أدى تنامي الاهتمام في أوربا في القرن التاسع عشر بارتياد المساحات الشاغرة في العالم، وبالتجارة الدولية، وبالقوة الاستعمارية إلى قيام عدد من الجمعيات الجغرافية. وكان بعض منشئي الجمعيات من العلماء المتحمسين وبعضهم الآخر ممن كانوا يهدفون إلى توسيع الدعم للبحث والحملات الكشفية. وقد أيد هذه الجمعيات أفؤاد بارزون من الطبقة الوسطى. كما تلقت تلك الجمعيات مساعدات من الحكومات أثناء فترة التوسع الاستعماري في نهاية القرن. ومع أن الجمعيات السابقة قد وجدت أثناء القرنين السادس عشر والسابع عشر، إلا أن أول جمعية جغرافية حديثة هي الجمعية الجغرافية الباريسية التي أنشئت في عام 1821م، ثم أخذ تأسيس الجمعيات الجغرافية يتوالى بسرعة، فظهرت الجمعية الجغرافية البرلينية في عام 1828م، والجمعية الجغرافية الملكية في لندن في عام 1830م، ثم جمعيات جغرافية في المكسيك (1833م)، وفرانكفورت (1836م)، والبرازيل (1838م)، والجمعية الجغرافية الأمريكية في عام 1852م. وبحلول عام 1885م كان هناك حوالي مائة جمعية جغرافية زاد عدد أعضائها على الخمسين ألف عضو. وقد انتشرت بعد ذلك في معظم بلدان العالم.
وقد كان أهم إنجازات هذه الجمعيات دعمها للبعثات الكشفية، ونشرها لكتب سنوية ولمجلات متخصصة اشتملت على خرائط ومواد جغرافية أخري. وقد دعمت الكثير من هذه الجمعيات عمليات التوسع الاستعماري لدولها.
وتعد الجمعية الجغرافية المصرية أول جمعية جغرافية عربية أسست في مدينة القاهرة عام 1875م، وهي تاسع جمعية جغرافية متخصصة في العالم من حيث تاريخ تأسيها كما أنها أقدم جمعية جغرافية على الإطلاق خارج أوربا والأمريكيتين. وتبع ذلك إنشاء العديد من الجمعيات العربية مثل الجمعية الوطنية للجغرافيين المغاربة(1916م)، والجمعية الجغرافية السورية(1956م)، الجمعية الجغرافية السعودية (1971)، والجمعية الجغرافية الكويتية(1973م)، وجمعية الجغرافيين التونسيين (1974م)، والجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (2001م)، والجمعية التونسية للإعلام الجغرافي(2005م.