التباین المكاني لتوزیع محطات الوقود في المدینة المنورة باستخدام نظم المعلومات الجغرافیة

ظهر حدیثا علي الساحة الجغرافیة ما یسمي بالدراسة الجغرافیة للخدمات او جغرافیةالخدمات حیث كانت تأتي ضمن ثنایا الموضوعات الجغرافیة الأخرى وبخاصة جغرافیةالمدن (خلاف، ١٩٩١ م، ص ٢)، ولقد بدأ الاهتمام بقطاع الخدمات في العالم المتقدم منذالستینات والسبعینات من القرن العشرین وذلك بعد الاقتناع بأهمیة هذا القطاع الحیوي ودورهالبارز في النواحي الاقتصادیة والحضریة (البغدادي، ١٩٩٦ م، ص ٢٥٥ )، وقد تركزتالاتجاهات الجغرافیة التطبیقیة الحدیثة علي الاهتمام بالتوزیع الجغرافي لمرافق الخدماتالعامة التي یحتاجها الفرد في حیاته الیومیة لتقدیم أفضل مساعدة له بكل یسر وسهولة،ویشترك في الاهتمام بهذا الموضوع ودراسته مجالین من مجالات اهتمام الجغرافیا البشریةوقد برزت أهمیة (Ayeni, 2001, P هما الجغرافیا الاقتصادیة ونظریة الموقع ( 112التوزیعات الجغرافیة ودورها في دراسة الخدمات خاصة تلك التي تتناول التحلیل المكانيلمعرفة كیفیة وخصائص تشكل الأشیاء في المكان وذلك كأحد الركائز النظریة الهامة التيتبحث في موضوع العرض والطلب.وتعد دراسة الصورة التوزیعیة لمواقع الخدمات داخل القطاعات الحضریة ذات أهمیةكبیرة لأنها تخدم شریحة سكانیة كبیرة مما یعتبر عاملا أساسیا في توزیع مراكز الخدماتداخل المدن، ومع تطور أسالیب البحث الحدیثة وزیادة المعلومات الإحصائیة واستخدامالتقنیات الحدیثة حرص الجغرافیون والمخططون علي استخدام تلك الأسالیب والتقنیاتوالإحصائیات داخل منظومة نظم المعلومات الجغرافیة (الدلیمي، ٢٠١٣ م، ص ٣٧ ) لتحدیدوتوزیع مواقع الخدمات ونطاق مسئولیتها حسب المعاییر التخطیطیة لها، والكشف عن نمطالتوزیع المكاني، او تحلیل العوامل الجغرافیة المؤثرة علي هذا التوزیع وذلك بفاعلیة ودقة.( كبیرة (كبارة، ٢٠٠١ م، ص ٢٢٧وقد تزایدت تطبیقات نظم المعلومات الجغرافیة داخل مجال جغرافیة الخدمات بماأتاح للباحثین الاستفادة من قدرة البرامج علي معالجة البیانات المكانیة بسرعة فائقة،والحصول علي الإجابة بسرعة، الي جانب القدرة علي معالجة البیانات المكانیة وإجراء(Richards,T.,& et al., 1999& Mc- التحلیلات المكانیة والإحصائیة المعقدة.Lafferty, 2003)وتعد محطات الوقود للسیارات احدي الخدمات التي تقدمها المدن الي سكانها بشكلواضح والتي قد شهدت تغیرات كبیرة في عددها وفي خصائصها الوظیفیة والمكانیة، حیثانتشرت بصورة كبیرة وكثر عددها داخل المدن كقطاع استثماري یحقق عوائد ربحیةمضمونة، وأصبحت تمثل نشاط تجاري واستخدام ارض منافس لاستخدامات أخري تجاریةوخدمیة، وتقاربت فیما بینها وظهرت بمواصفات جدیدة ومساحات كبیرة، وأخذت تزدحم بهاالعدید من الشوارع حتي بات الازدیاد الكبیر في أعدادها یشكل جدلا ویثار حوله الكثیر منالتساؤلات حتي أصبحت في كثیر من الأحیان محل اهتمام وانتقادات المختصینوالمخططین وأیضا العامة.وتشهد المدینة المنورة توسعا كبیرا في محطات الوقود وذلك نظرا لاتساع الرقعة العمرانیةللمدینة وأنها تمثل رابع اكبر مدن المملكة العربیة السعودیة من حیث الحجم السكاني بحیثأصبح الأمر یحتاج الي دراسة علمیة تحیط اللثام عن الوضع الراهن .